تخضع مرتفعات الجولان إلى سيطرة إسرائيل منذ نحو 50 عاما
أصبح مصنع "دي كارينا" للشيكولاتة مكانا مشهورا ومقصدا لآلاف الزائرين كل عام في مرتفعات الجولان.
ويملأ السائحون متجرا يجاور مدخل المصنع الذي توجد به معدات أشبه بخلاط الأسمنت وعجلات تخرج منها أنهار من الشيكولاتة البيضاء والبنية اللون.
يصعب على المرء تصديق أن حربا أهلية مروعة دائرة في سوريا على بعد نحو ثلاثة أميال من ذلك المصنع المتخصص في إنتاج أنواع شيكولاتة تحمل نفس الاسم.
كما يصعب التوفيق بين حالة السلام والهدوء الواضح في هذه المنطقة وحقيقة الاعتقاد بأن ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على مناطق في سوريا تحد مرتفعات الجولان الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي.
ويستمد مصنع الشيكولاتة اسمه من كارينا تشيبلينسكي، صانعة شيكولاتة من الأرجنتين.
وقال زوجها غيورا تشيبلينسكي، وهو أيضا المدير التنفيذي لمصنع "دي كارينا"، لبي بي سي إن الحدود كانت هادئة طوال العقود قبل اندلاع الحرب الأهلية.
وأضاف تشيبلينسكي : "كل ما يمكن أن نفعله هو أن نعتمد على قوات الدفاع والاستمرار في صنع الشيكولاتة".
Image caption
أصبح مصنع "دي كارينا" للشيكولاتة مكانا مشهورا ومقصدا لآلاف الزائرين كل عام في مرتفعات الجولان
احتلال
كانت اسرائيل قد احتلت الأراضي المحيطة بمرتفعات الجولان، وهي حوالي 500 ميل مربع، خلال الحرب المعروفة بحرب الأيام الست عام 1967.
وضمت إسرائيل الأراضي إليها في ديسمبر/كانون الأول عام 1981 عندما طبقت رسميا القانون الإسرائيلي على الجولان.
وتعتبر "الحدود" بين الأراضي الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي وسوريا حاليا منطقة وقف إطلاق نار منذ عام 1967 وتخضع لإشراف الأمم المتحدة.
وأعرب سياسيون اسرائيليون بارزون عن مخاوف بشأن ما قد يحدث في حالة احتمال تحقيق الرئيس السوري بشار الأسد انتصارا في الحرب الأهلية الدائرة حاليا.
ويحظى الأسد بدعم إيراني كبير، لاسيما المسلحين الإسلاميين الذين تمولهم وتدعمهم طهران وكذا جماعة حزب الله التي توعدت بتدمير دولة إسرائيل.
وحذر يوفال شاينتس، وزير البنية التحتية الوطنية الإسرائيلي، في وقت سابق من العام قائلا : "أخشى من أن يكون ثمن انتصار"النظام السوري" على تنظيم الدولة الإسلامية هو وجود الجيش الإيراني على حدودنا الشمالية".
وأضاف : "سيكون ذلك خطرا حقيقيا علينا. إن صدمة العالم بشأن وحشية تنظيم الدولة الإسلامية والرغبة في هزيمتها تؤدي إلى تجاهل التهديد الإيراني وطبيعة حزب الله".
Image caption
يعيش في الجولان نحو 30 ألف شخص
يعيش بول باريل ويعمل في منطقة موشاف يوناتان الزراعية التي تضم 350 شخصا. وهو متخصص في تربية المواشي وإنتاج الأعلاف.
وتقع القرية جنوب شرقي الجولان على بعد نحو أربعة أميال من منطقة وقف إطلاق النار. وعلى الجانب الآخر، ثمة اعتقاد بشأن قتال بين ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية مع قوات حزب الله الداعمة للأسد.
غير أن باريل يعتقد أن إيران وحزب الله يشكلان تهديدا أكبر على أمن إسرائيل.
وقال : "أخشى من إيران أكثر من أي شئ آخر حتى تنظيم الدولة الإسلامية. لماذا؟ لأن إيران حكومة وهي حكومة لديها الكثير من الأموال والكثير من الدعم والكثير من الناس وهي قريبة منا. لديهم تكنولوجيتهم، حتى التكنولوجيا النووية التي لا يهددوا العالم بها فحسب، بل إسرائيل أيضا".
"خطير شديد"
أقل من نصف عدد السكان البالغ عددهم 30 ألف شخص في الجولان الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي، أي حوالي 14 ألف شخص، هم من اليهود. والبقية من العرب الدروز في منطقة وقف إطلاق النار 1967.
لكن إسرائيل تعتقد أن عددا صغيرا من الدروز السوريين تستخدمهم جماعة حزب الله في شن هجمات متفرقة تستهدف الإسرائيليين في مرتفعات الجولان.
احتلت اسرائيل الجولان في حرب عام 1967
وقال ميري إيسين، محلل أمني وهو عقيد سابق في الاستخبارات الإسرائيلية، لبي بي سي : "يخيفنا بالفعل خروج حزب الله من لبنان إلى مرتفعات الجولان، ونحن نرى ذلك بالفعل اليوم ودائما".
وأضاف :"ذلك يأخذ وقتا. لذا يعتبر وجود الإيرانيين من دون شك، في سوريا عموما بل وعلى الحدود الإسرائيلية السورية في اتجاه اسرائيل، خطرا كبيرا".
وقال : "خلال السنوات الثلاثة الأخيرة شاهدنا قوات حزب الله وهي تقاتل من أجل بشار الأسد في سوريا وجاءت إلى شمال مرتفعات الجولان، وانضمت إلى الدروز في سوريا، وأرسلت الدروز إلى قتال إسرائيل وزرعوا القنابل على الحدود الإسرائيلية والسورية".
وأضاف : "ذلك لا يمت بصلة بالحرب الأهلية السورية. إنه جزء من حرب حزب الله ضد إسرائيل".
ومازال تنظيم الدولة الإسلامية، بالنسبة للكثيرين في الغرب وأيضا في الشرق الأوسط، التهديد الأكبر حاليا. وأصبح الخوف بشأن تنامي نفوذ إيران شعورا ينتشر في شتى أرجاء المنطقة، لاسيما في مرتفعات الجولان.